أحمد زبانة
أقاربي الأعزاء، أمي العزيزة : أكتب إليكم ولست أدري أتكون هذه الرسالة هي الأخيرة، والله وحده أعلم. فإن أصابتني مصيبة كيفما كانت فلا تيئسوا من رحمة الله. إنما الموت في سبيل الله حياة لا نهاية لها، والموت في سبيل الوطن ليس علينا إلا واجب، وقد أديتم واجبكم حيث ضحيتم بأعز مخلوق لكم، فلا تبكوني بل افتخروا بي. وفي الختام تقبلوا تحية ابن وأخ كان دائما يحبكم وكنتم دائما تحبونه، ولعلها آخر تحية مني إليكم، وأني أقدمها إليك يا أمي وإليك يا أبي وإلى نورة والهواري وحليمة والحبيب وفاطمة وخيرة وصالح ودينية وإليك يا أخي العزيز عبد القادر وجميع من يشارككم في أحزانكم. الله أكبر وهو القائم بالقسط وحده هو العادل – ابنكم وأخوكم الذي يعانقكم بكل فؤاده.
دي رسالة الشهيد احمد زبانة مولود في معسكر 32 كم من وهران وعاش حياته فى وهران وهو احد شهداء ثورة التحرير – حكم عليه بالاعدام بعد ما فرنسا قبضت عليه و تم اعدامه يوم 19 يونيو 1956 في حدود الساعة الرابعة صباحا – وهو اول من يتم تنفيذ حكم الاعدام بالمقصلة عليه ” أنني مسرور جدا أن أكون أول جزائري يصعد المقصلة”
يا دبايلي يانا على زابانا
و على الجزاير … حاصروه العساكر
ماهوش حاير … قال لهم: أنا
أنا نحميها … بعيني نفديها
باغي نهديها … و نمشي للفنا “
الشهيد علي معاشي وفريد الاطرش
فريد الأطرش في الخمسينات لما عمل أغنية بساط الريح وكان بيتغني بالبلاد العربية في فيلم اسمه اخر كدبة راح عمل حفلة في عنابه بالجزاير المهم ان الاغنية دي لم يذكر فيها اسم الجزاير بالاضافة كمان انه بنهاية الحفلة شكر السلطات الفرنسية على حسن الاستقبال ! في الوقت ده كانت الثورة الجزائرية مشتعلة و شهدا بالالاف بنيران المستعمر الفرنسي “المتحضر” وقبليه احمد شوقي اللي زار الجزاير المحتلة و انبهر بان الناس كلها بتحكي بالفرنسية وأعجب بالحي الاوروبي ! ناهيك انه لو كان كلّف خاطره و مشي في الأحياء البعيدة عن العاصمة كان شاف الجزاير
– في الوقت ده كان في شاعر و فنان عظيم اسمه علي معاشي ثار بعد الحادثة بعد فريد و عمل أغنية من اجمل الاغنيات اللي ممكن تسمعها في حياتك و اسمها أنغام الجزاير مدتها 15 دقيقة تقريبا ردا على بساط الريح الاغنية فيها جميع ألوان و ان اع الموسيقي الجزائرية و بتحكي عن مدن الجزاير من العاصمة و وهران تلمسان قسنطينة سيدي الهواري عنابه و غيره الاغنية اللي اتحولت لنشيد قومي غير رسمي في الجزاير،، ،، علي معاشي كان ممن انضموا للثورة من البداية و غني للاستقلال و الحرية و فرنسا قررت انه لازم يموت فتم إعدامه مع اتنين من زملائه في ساحة كارنو ” ساحة الشهداء لاحقا” امام الأهالي و عدم وهو يهتف تحيا الجزاير ،، كان سنه ساعتها لم يتجاوز ال30.
قصة أغنية سعيدة بعيدة
تاريخ القصيدة كان في فترة الحرب العالمية الثانية وما بعده ،، بدأت فرنسا تجنيد شباب المستعمرات للالتحاق بالجيش الفرنسي عشان يحارب هتلر و الألمان وكانت وسيلة نقل العسكر هي القطار “الماشينة. القصيدة اتكتبت في وهران بيقال انه كان مدعو في فرح في وهران و في وسط الموسيقى الصاخبة و الاَلات المزعجة وإذا بالشيخ زرويل يقول ” سعيدة بعيدة والماشينه غالية” ،، يقال انه كان في قصة حب بين الشيخ و بنت في بلدة سعيدة ولكن بسبب الحرب انتقل الي وهران و مابقاش في فرصة يشوفها او يوصلها، لما بدا يقول سعيدة بعيدة و الماشينة غالية بدا يلفت انتباه كل الحاضرين و بدا يلقي القصيدة اللي فيما بعد وصلت للعالمية من خلال أصوات شاب خالد و مامي و الشيخة ريميتي،،
قصيدة سعيدة بعيدة لصاحبها الشيخ محمد زروال او زرويل مولود في بلدة سعيدة بالجزاير،، اشتهر بكلام المديح في النبي و الاولياء وكان شعره غاية في الجمال و الروعة و الأحكام اللغوي ،، بالاضافة الى انه كتب قصائد للجزائر و مقاومة الاستعمار الفرنسي
الشيخ زرويل مولود في 1923 بالحساسنة الغرابة ولاية سعيدة
اصوله ترجع الى قبيلة اسمها أولاد قفيفة قبيلة بدوية حياتهم قايمة على الترحال و تربية المواشي و بعدين استقروا بالحساسنة اللي هي اسمها المغمورة حاليا الكلام ده في أواخر القرن ال١٩ وقت كان الاستعمار الفرنسي
“سعيدة بعيدة والماشينة غادية* الماشينة يعني القطر
درقوا جبال سعيدة بالغيم و الضباب* درقوا يعني اختفوا
وليبغات سعيدة تبدل لدريس*
قلبي يحب سعيدة وليدايتها*
وصيت العود و قاع مينهمشي حتى خيمة المريولة*
ما ني في حالة ماني في خير*
ولي نزيفطه طاح مريض* نزيفطه يعني يبعت او يرسل
وياك نعطيك النعت نعطيك النعت* نعت يعني صفة او يصف
الزين لبسته مفروزة رُبَة ورديفة ومنديل صفر ومساسيك فوق الناظر قولتله سلم ما بغش يسلم* رديفة غطاء او حاجه
بتتلبس – ربة جايه من روب بمعني عباية او روب
ظنيت سكناته محنة ولا حالفة فيه مرى*
مول المحنة لحسنوا عونه يبكي النهار ويزيد الليل*
مول المحنة لحسنوا عونه يكتب ولا يشوف كيفاش يدير*”
دي نسخة قديمة
بصوت ريميتي
راح للبيضا
شاب مامي له أغنية جميلة جدا غناها لوحده و ديو مع اسيتنج اسمها راح للبيضا،، كلمات الاغنية جايه من قصيدة قديمة لشيخ جزايري و شاعر اسمه محمد بلخير من شعراء الملحون الجزايري تخيل انت لما استنيج يلحن أغنية من كلمات شيخ جزايري من القرن ال١٩
المهم القصيدة بتحكي عن ايه ؟
القصيدة من التراث الصوفي و أدب مقاومة الاستعمار برده زي غالبيه القصائد التراثية في الراي زي عبدالقادر و سيدي بومدين و أغنية ميمون لي غناها خالد.
قصتها ان الشيخ محمد بلخير كتبها لما كان مسجون ايام الاستعمار الفرنسي و بيناجي فيها بلده “ولاية البيض” ،، الكلمات كلها شجن و بتحكو عن الم السجن و الشوق للاحباب و الأصدقاء و الأهل بكلمات رقيقة جدا و بيناجي شيوخ صوفيين زي عبدالقادر الجيلاني ،
نهاية القصيدة بيقول
“لولا محمد ما يكون لا فرض لا سوناتي”سنة” حبيب الله وجبريل صاحب الواحد الصماد
لو ما محمد ما تمون راحة بعد الميزان شفيع في الناس لي مخطرين القفل بلا زاد
هو مولانا راهو خالتو من النور الفوقاني والا يسمى ابليس ولا يخلق شداد “
مامي قال حاجات بسيطة من القصيدة الجميلة دي
” راح للبيضا لله حرمتك عارك لا تنساني***جبنا لك الصلاح وين طافوا في كل بلاد “
سرحني سرحني بجاه لعرج مولى بغداد سرحني يا سيدي نجي نشوف ننظر بعياني”
– البيضا يعني ولاية البيضا – مولى بغداد: الشيخ عبدالقادر الجيلاني” اللي له مكانة خاصة في شمال افريقيا واسمه حاضر دايما في موسيقى الراي
_ محمد جاي عليك من الشباب أنا ولا شيباني ويظل يهاتي بيك غير جات صغيرة محال ،
_ “راح للبيضا زين الڨبب فيك نقري عدياني ، سرحني يا سيدي نشوف وننظر بعياني ونطل على لحباب كان هم عادو يعرفوني”
فيها القباب اللي تقري يعني ندعي علي اعدائي.

Leave a comment